إشترك ليصلك كل جديد

تابع جديد صفحاتنا

أفكار ونصائح

الجمعة، 20 ديسمبر 2024

السيسي ..فرعون العصر الحديث"


 "السيسي.. فرعون العصر الحديث"


في مشهد يحمل رمزية واضحة، يظهر السيسي وهو يدخل القصر الرئاسي الجديد في العاصمة الإدارية، حيث نُقشت آيات قرآنية تصف حال فرعون: "أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي". وكأن التاريخ يعيد نفسه، فها هو طاغيـ|•◇•|ـة يدّعي امتلاك البلاد والعباد، متجبرًا على الأمة وظالمًا للعباد، وقد تجرد من كل صلة بدين الله الحق.

ما يلفت الانتباه أن هذا المشهد جاء بالتزامن مع استضافة السيسي قمة الدول الثماني النامية، في محاولة لتقديم نفسه كقائد إقليمي على المسرح الدولي. إلا أن اختيار هذه الرمزية في هذا التوقيت يعكس تناقضًا صارخًا بين ما يُعرض أمام الوفود الدولية من مظاهر البذخ والفخامة، وبين الواقع المرير الذي يعيشه الشعب المصري تحت حكم استبدادي لا يحكم بشـ|•◇•|ـرع الله.

إن اختيار هذه الآيات في قصر منسوب لحاكم لا يحكم بشـ|•◇•|ـرع الله ولا يقيم حـ|•◇•|ـدود الإسلام، يكشف عن حقيقة واضحة: أنه قد ارتـ|•◇•|ـد عن منهج الإسلام إلى طريق الجبروت والطغيان. لا ولاية شرعية لحاكم لا يحكم بما أنزل الله، ولا يلتزم بحدوده، بل يسير على خطى فرعون الذي قال: "ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد"، وهو في ضلال مبين.

لقد آن الأوان للأمة أن تعود إلى دينها، وأن تتبرأ من الطغاة الذين يحكمون بغير ما أنزل الله، ليعود الحق إلى نصابه، ويحكم في الأرض بشرع الله القويم.

خراب مدينة رسول الله آخر الزمان.. و لما يتركها أهلها 40 سنة و هي كأـحسن ما تكون؟؟

  خراب المدينة




 

 

أيها الأخوة خراب المدينة شرا لا مفر منه و هو واقع و الله أعلم

 

كما أشار إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد قيام الخلافة 

 

في بيت المقدس , و الخراب هنا لا يعني هدم البيوت نتيجة حرب 

 

, بل على العكس تماما سيترك أهل المدينة , المدينة و هي أعمر

 

ما تكون ،أي أن الخراب روحي بخلوها من أهلها 0

 

***

 

مسند أحمد ج: 5 ص: 32

 

(حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حجاج حدثني شعبة عن أبي بشر،

قال سمعت عبد الله بن شقيق يحدث عن رجاء بن أبي رجاء 

الباهلي عن محجن ورجل ثم من أسلم فذكر نحوه حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا أبو عوانة ثنا أبو بشر عن عبد الله 

بن شقيق عن رجاء بن أبي رجاء الباهلي عن محجن قال عفان

وهو بن الأدرع قال وثنا حماد عن الجريري عن عبد الله بن

شقيق عن محجن بن الأدرع قال قال رجاء ثم أقبلت مع محجن 

ذات يوم حتى إذا انتهينا إلى مسجد البصرة فوجدنا بريدة الأسلمي على باب من أبواب المسجد جالسا قال وكان في المسجد رجل

يقال له سكبة يطيل الصلاة فلما انتهينا إلى باب المسجد وعليه بريدة قال وكان بريدة صاحب مزاحات قال يا محجن ألا تصلي 

كما يصلي سكبة قال فلم يرد عليه محجن شيئا ورجع قال وقال 

لي محجن: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدي فانطلق يمشي حتى صعدا أحدا فاشرف على المدينة فقال ويل أمها من

قرية يتركها أهلها كأعمر ما تكون يأتيها الدجال فيجد على كل

باب من أبوابها ملكا مصلتا فلا يدخلها قال ثم انحدر حتى إذا 

كنا بسدة المسجد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا 

يصلي في المسجد ويسجد ويركع ويسجد ويركع قال فقال لي

رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا قال فأخذت أطريه له

قال قلت يا رسول الله هذا فلان وهذا وهذا قال اسكت لا تسمعه فتهلكه قال ثم انطلق يمشي حتى إذا كنا ثم حجرة لكنه رفض يدي

ثم قال ان خير دينكم أيسره ان خير دينكم أيسره 

ان خير دينكم أيسره)

 

***

 

إذن المدينة المنورة مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم 

 

ستخلو من البشر لتبقى ثمارها للعوافي و السباع

 

أمر جلل و حدث خطير، ما الذي جعل الناس يتركوها و هي

 

كأحسن ما تكون عمرانا ؟ و في حديث أخر كأينع ما تكون ؟

 

سؤال نسي حذيفة و هو الحريص على كل خير نسي أن يسأله

 

لرسول الله صلى الله عليه و سلم0

 

***

 

صحيح مسلم ج: 4 ص: 2217

 

(وحدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة

ح وحدثني أبو بكر بن نافع حدثنا غندر حدثنا شعبة عن 

عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد عن حذيفة أنه قال أخبرني

رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة فما منه شيء إلا قد سألته إلا أني لم أسأله ما يخرج

أهل المدينة من المدينة )

 

***

 

قبل أن نتابع لا بد أن ألفت أنظاركم لشيء ورد في النص قبل

 

السابق قد يستشكل فهمه على البعض و هو قول رسولنا محمد 

 

صلى الله عليه و سلم : ( يأتيها الدجال ) و ذلك عقب قوله 

 

صلى الله عليه و سلم: ( يتركها أهلها )

 

و للتوضيح هنا فليس المقصود بالنص أن الدجال سيأتي المدينة

 

في زمن خلوها ، لأن هذا الأمر غير صحيح بدليل النصوص

 

النبوية التي تؤكد حصار الدجال لأهلها و خروج المنافقين

 

إليه بعد اهتزاز المدينة و ذلك يوم الخلاص 

 

كما مر أو سيمر معنا إن شاء الله 0

 

 

نتابع 

ـــــــــــــــــــــــ 

يرى النووي رحمه الله أن المقصود بخلو المدينة كما جاء 

 

في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي أخرجه مسلم

 

هو الخلو الذي يقع عند الحشر حيث يحشر الناس جميعا إلى

 

الشام و يستدل في ذلك بحديث راعيي بني مزينة و هما آخر

 

من يحشر من الناس0

 

***

 

صحيح مسلم ج: 2 ص: 1010

 

(حدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث حدثني أبي عن جدي 

حدثني عقيل بن خالد عن بن شهاب أنه قال أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثم يتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا العوافي يريد والطير ثم يخرج راعيان من مزينة ريدان المدينة ينعقان بغنمهما فيجدانها وحشا حتى إذا بلغا ثنية الوداع

خرا على وجوههما)

 

 

لكن هذا الرأي لا يصح من عدة أوجه:

 

1) هذا الحديث يتكلم عن الحشر قبيل قيام الساعة، و طالما

 

أن أرض المحشر في الشام فمن الطبيعي أن لا يبقى في المدينة 

 

بشر لأن الجميع سيكون في أرض المحشر، و لا يعقل أن

 

يتأسى رسول الله صلى الله عليه و سلم على ترك الناس

 

للمدينة زمن الحشر لأن الحش أمر رباني لا يستطيع مخلوق 

 

الخروج عليه، فلا يعقل يعتب رسول الله على الناس 

 

لتركهم المدينة طالما أن الأمر قضاء لا مفر منه 0

 

2) من المؤكد أن لا تسكن المدينة بعد أن يتوفى الله المؤمنين

 

لأن المدينة تنفي الخبث عنها و لا يعقل أن يقطنها شرار 

 

الخلق بعد وفات المؤمنين ,و لا بد أن الحشر قد تم بوحي

 

من الله للمسلمين إلى أرض الشام في الزمن الذي يتواجد

 

فيه نبي الله عيسى عليه السلام ، بعكس الكفرة الذين يأتون

 

المحشر تسوقهم النار مع القردة و الخنازير 

 

***

 

سنن أبي داود ج: 3 ص: 4

 

(2482 حدثنا عبيد الله بن عمر ثنا معاذ بن هشام حدثني

أبي عن قتادة عن شهر بن حوشب عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثم ستكون 

هجرة بعد هجرة فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم

ويبقى في الأرض شرار أهلها تلفظهم أرضوهم تقذرهم 

نفس الله وتحشرهم النار مع القردة والخنازير)

 

***

 

إذن ستكون هجرة تميز فسطاط المؤمنين عن فسطاط الكافرين

 

قبل نزول نبي الله عيسى عليه السلام تتوج بالملاحم الكبرى 

 

حيث لا يبقى مؤمنا على الأرض إلا في الشام، ثم يأذن الله

 

بخروج نار من المشرق تجمع الناس إلى أرض المحشر

 

بعد أفل عمر أمة الإسلام و لم يبقى منهم أحد ، و ذلك بخروج

 

الريح الطيبة ، فراعيي مزينة كان قصدهم المدينة بعد غياب

 

فترة من الزمن فيأتيانها و قد أصبحت فارغة لا بشر فيها 0 

 

3) لا يمكن أن يخفى على حذيفة بن اليمان أفقه الناس

 

بالملاحم و الفتن، أن المقصود بهذا الخلو هو الخلو الذي

 

يسبق الحشر و الذي قال عنه أبو هريرة رضي الله عنه

 

: ( يخرجهم منها أمراء السوء )

 

4) : مر معنا النص النبوي الذي يحدد فيه نبينا محمد صلى الله

 

عليه و سلم ، مقدار الزمان الذي تخلو فيه المدينة من أهلها

 

و هي أربعين سنة، مما يدل هذا على أن المدينة ستسكن 

 

بعد هذه الأربعين سنة من جديد

 

فلو كان المقصود خلوها زمن الحشر لما حدد رسولنا محمد

 

صلى الله عليه و سلم مقدارا زمنيا لهذا الخلو حيث لن تسكن

 

المدينة بعد أن يهجرها أهلها زمن الحشر مطلقا 

 

و قد رأينا في النص السابق ما حدث لراعيي مزينة حين دخلوها 

 

 

المستدرك على الصحيحين ج: 2 ص: 313

 

3126( حدثنا أبو عاصم النبيل حدثنا عبد الحميد بن جعفر

حدثني صالح بن أبي عريب عن كثير بن مرة عن عوف بن مالك

قال ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه عصا فإذا

أقناء معلقة في المسجد قنو منها حشف فطعن في ذلك القنو

وقال ما يضر صاحب هذه لو تصدق أطيب من هذه إن صاحب 

هذه ليأكل الحشف يوم القيامة ثم قال والله ليدعنها مذللة أربعين عاما للعوافي ثم قال أتدرون ما العوافي قالوا الله ورسوله أعلم

قال الطير والسباع )

هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه

 

روى عمر بن شبة بإسناد صحيح عن عوف بن مالك قال:

دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ثم نظر إلينا فقال

: أما والله ليدعنها أهلها مذللة أربعين عاما للعوافي أتدرون

ما العوافى؟ الطير والسباع)

 

و هنا تعليق لأبن حجر حول هذا الحديث ،و هو لا يوافق النووي

فيما ذهب إليه ، قلت ( الكلام لأبن حجر ) :

 

"وهذا لم يقع قطعا ، وقال المهلب: في هذا الحديث أن المدينة

تسكن إلى يوم القيامة وإن خلت في بعض الأوقات لقصد الراعيين 

بغنمهما إلى المدينة ، قوله :وآخر من يحشر راعيان من مزينة 

هذا يحتمل أن يكون حديثا آخر مستقلا لا تعلق له بالذي قبله"

 

 

صحيح البخاري ج: 2 ص: 663

 

(775 حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني

سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه قال سمعت 

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثم يتركون المدينة 

على خير ما كانت لا يغشاها إلا العواف يريد والطير وآخر 

من يحشر راعيان من مزينة يريدان المدينة ينعقان 

بغنمهما فيجدانها وحشا حتى إذا بلغا ثنية الوداع

خرا على وجوههما)

 

 

الترك هنا و الله أعلم كناية عن الهجرة إلى الشام و هي واجبة

 

و الله أعلم وقت نزول نبي الله عيسى عليه السلام فيكون

 

المقصود من النص الخلو الذي يسبق الحشر و الله أعلم 

 

فخلو المدينة هنا هو واجب شرعي و المهاجرين هم من خيار 

 

هذه الأمة و الله أعلم 0

 

***

 

*

 

متى يحدث خراب المدينة




أخوتي الأفاضل : لمعرفة زمن خلو المدينة أو خرابها فلا بد من التمعن


في النص النبوي التالي و الذي سيكون الفيصل و الدليل على خطأ 


من أعتقد بوجود خليفة واحد سيحكم الأمة على منهاج النبوة ,


أي خطأ من أعتقد أنه لم يبقى لهذه الأمة من الخلفاء الراشدين المهديين


سوى واحد ، ستكون الملاحم في زمانه و سيدرك نبي الله عيسى


عليه السلام فيصلي خلفه 0




سنن أبي داود ج: 4 ص: 110


(4294 حدثنا عباس العنبري ثنا هاشم بن القاسم ثنا عبد الرحمن 

 

بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير عن مالك 

 

بن يخامر عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 

 

عمران بيت المقدس خراب يثرب وخراب يثرب خروج الملحمة

 

وخروج الملحمة فتح قسطنطينية وفتح القسطنطينية خروج الدجال

 

ثم ضرب بيده على فخذ الذي حدث أو منكبه ثم قال إن هذا لحق كما أنك 

 

هاهنا أو كما أنك قاعد يعني معاذ بن جبل )




ـ صحيح الجامع الصغير:المجلد الثاني4096 ( صحيح )


(عمران بيت المقدس خراب يثرب و خراب يثرب خروج الملحمة 

 

و خروج الملحمة فتح القسطنطينية و فتح القسطنطينية خروج الدجال)




أيها الفضلاء رأينا سابقا أن المدينة تخلو من أهلها أربعين سنة


و هو الخراب المقصود، ثم جاء الحديث السابق ليبين أن خراب المدينة


يأتي بعد عمران بيت المقدس ( بالخلافة أو بالاحتلال كما يرى ذلك


بعض العلماء )


ثم تابع الحديث بيانه لخبرنا أن خراب المدينة علامة لحدوث الملحمة 


و حدوث الملحمة علامة لخروج الدجال 


طبعا نحن لا نعتقد كما يعتقد البعض أن هذه الأحداث ستكون في تسلسل


زمني مدته بضع سنوات , لأن هذا يخالف المنطق و الواقع 


نحن نعلم أن المدينة عند خروج الدجال تكون مأهولة حيث تنفي الخبثاء


و المنافقين عنها عند حصار الدجال لها، و رأينا سابقا أنه لا بد 


من هجرة المؤمنين إلى الشام ، و رأينا أن ذلك كائن قيبل خروج النار


التي تحشر الناس إلى الشام 0


إذا00 فخراب المدينة المقصود بالنصوص السابقة إنما هو كائن قبل


نزول عيسى عليه السلام بمدة زمنية طويلة نوعا ما


و هي واقعة بين قيام الخلافة في بيت المقدس و خروج الدجال , أو قبل


قيام الخلافة بقليل وقبل خروج الدجال بزمن طويل لأنه في زمن الدجال


تكون المدينة عامرة بالمؤمنين ، و طالما أن خلو المدينة سيكون


بعد قيام الخلافة أو مع قيام الخلافة الأولى فهذا يعني أن المدينة


قد تُركت لأسباب دنيوية و هذا السبب هو الذي أحزن النبي صلى الله عليه


و سلم على تاركيها و الأسباب الكائنة وراء هجران المدينة لا تخرج 


عن أمرين :


1) السعي خلف الأنعم و ترك الأفضل


صحيح الجامع الصغير المجلد الأول :2972 ( صحيح )


(تفتح اليمن فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم و من أطاعهم 

 

و المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون و تفتح الشام فيأتي قوم يبسون

 

فيتحملون بأهليهم و من أطاعهم و المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون 

 

و تفتح العراق فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم و من أطاعهم 

 

و المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون )




هذه الأحداث وقعت في صدر الدولة الإسلامية إبان الفتوحات و قد تتكرر


بشكل شديد إذا أقيمت الخلافة في بيت المقدس حيث قد تؤدي في النهاية


إلى خلو المدينة خصوصا لو قارنا بين الصحابة على فضلهم


و من سيشهد فتح المقدس و قيام الخلافة فيه 


, و قد يكون هذا هو سبب العتب الواضح من قبل الرسول عليه الصلاة


و السلام لأولئك الذين يتركونها آخر الزمان ، و ذكرنا في حديثنا 


عن فتنة الأحلاس السبب وراء رجوع الناس إليها 


2) في الرأي الأول قلنا أن المدينة قد تهجر نتيجة لالتحاق الناس


بمركز الخلافة ، هذا على فرض لو كان عمران بيت المقدس يعني


عمرانه بالمسلمين وقت قيام الخلافة


لكن الإمام القاري يرى العمران هذا من زاوية أخرى بحسب 


ما نقل عن الأشرف:


عون المعبود ج: 11 ص: 270


(قال القاري: الأظهر هو الأول وخروج الملحمة إلخ قال القاري 

 

نقلا عن الأشرف لما كان بيت المقدس باستيلاء الكفار عليه 

 

وكثرة عمارتهم فيها أمارة مستعقبة بخراب يثرب وهو أمارة مستعقبة 

 

بخروج الملحمة وهو أمارة مستعقبة بفتح قسطنطينية وهو أمارة 

 

مستعقبة بخروج الدجال جعل النبي صلى الله عليه وسلم

 

كل واحد عين ما بعده ، وعبر به عنه قال وخلاصته أن كل واحد 

 

من هذه الأمور أمارة لوقوع ما بعده وإن وقع ،هناك مهملة 

 

0انتهى، ثم ضرب أي رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذ

 

الذي حدثه هو معاذ رضي الله عنه أو منكبه 

 

شك من الراوي، ثم قال صلى الله عليه وسلم إن هذا- أي ما ذكر في

 

الحديث من أخبار عمران بيت المقدس سبب خراب المدينة 00إلخ

 

- لحق- أي يقيني لا شك في وقوعه وتحققه كما أنك يا معاذ ههنا 

 

أو كما أنك قاعد، شك من الراوي والمعنى تحقق الأخبار المذكور في

 

الحديث قطعي يقيني، كما أن جلوسك ههنا قطعي ويقيني 

 

يعني معاذ بن جبل يعني الخطاب لمعاذ بن جبل )


***


إذاً 00لو أخذنا بهذا الرأي لكن المقصود بهذا العمران هو علو بني


إسرائيل في بيت المقدس و الذي نراه اليوم قائما و قد يزداد 


لكن هذا القول لا يبين لنا السبب الحقيقي لخلو المدينة أو هجرتها


بل المفروض أن يجعل الناس أكثر تمسكا بها نتيجة لوجود عدو


يخترق جسد الأمة ، فهذه الهجرة ورائها أمرا عجيب يرتبط ارتباط 


وثيق بعمران بيت المقدس ، و لا بد أن هذا الارتباط يقوم على


أن السبب وراء هجرة المدينة هم القائمون على بناء بيت المقدس 


فإن كانوا من غير المسلمين فهم سيجبرون المسلمين على تركها 


إجبارا عسكريا ، أو بعلة مجهولة تجعل العيش فيها غير ممكن


و قد تكون نتيجة لضرب المدينة بأسلحة تجعل العيش فيها طوال


هذه المدة مستحيلا ، و إن كانت العمارة هي بيد المسلمين عند قيام 


الخلافة في بيت المقدس فالهجرة هذه ستكون هجرة دنيوية 


سببها طلب رغد العيش 


إذا00قد تكون الهجرة بداية سببها العدو فكما تعلمون أن الإيمان


إذا وقعت الفتن بالشام 


و قد يتعرض أهل المدينة حماها الله لظروف تجبر أهلها على تركها 


حتى قيام الخلافة في بيت المقدس ثم يستكملون هذه الأربعين عام


في كنف الخلافة حتى يأتي الهاشمي الزنديق و الذي يجبرهم على


ترك بيت المقدس و الله أعلم 


و مما يؤكد ذلك تنبيه عبد الله بن عمر لأبي هريرة للفظ الذي


جاء في الحديث الذي أخرجه مسلم 


صحيح مسلم ج: 2 ص: 1009


(1389 حدثني زهير بن حرب حدثنا أبو صفوان عن يونس بن يزيد

 

ح وحدثني حرملة بن يحيى واللفظ له أخبرنا بن وهب أخبرني يونس

 

عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة يقول قال

 

رسول الله صلى الله عليه وسلم للمدينة : ثم ليتركنها أهلها على خير

 

ما كانت مذللة للعوافي والطير)






جاء في أخبار المدينة لعمر بن شبة عن طريق مساحيق بن عمرو




(أنه كان جالسا ثم بن عمر فجاء أبو هريرة فقال له: لم ترد على حديثي

 

فوالله لقد كنت أنا وأنت في بيت حين قال النبي صلى الله عليه وسلم

 

يخرج منها أهلها خير ما كنت فقال بن عمر أجل ولكن لم يقل خير

 

ما كانت إنما قال أعمر ما كانت ولو قال خير ما كانت لكان ذلك 

 

وهو حي وأصحابه ،فقال أبو هريرة صدقت والذي نفسي بيده)


***


لا حظوا أيها الأخوة الدقة في نقل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه 


و سلم ، لقد سخر الله لهذا الدين رجال حملوا على عاتقهم أمنة عظيمة


إنها المشكاة النبوية ،إنها السنة النبوية و التي هي و حي من السماء


لكل كلمة في الحديث النبوي مدلول لا يمكن تجاوزه أو القفز فوقه0


فالأحاديث النبوية ليست ككلام الناس يملئها الحشو الذي لا طائل منه 


و تمعنوا في الحوار الذي دار بين أبن عمر و أبو هريرة رضوان الله 


عليهم ، و في النتيجة التي توصلا إليها و التي مفادها 


أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد قال :


(يخرج منها أهلها و هي أعمر ما كانت و ليس خير ما كانت )


فالاصطلاح الأول يعني:


أن وقت خروج الناس منها ( المدينة ) سيكون بناء المدينة قد بلغ أوجه


وعظمته بحيث لن تكون المدينة بمثل هذا المقدار من البناء في زمن آخر


من عمر أمة محمد صلى الله عليه و سلم ، أي أنه ستبلغ المدينة أوجها


في البناء و العمارة في زمن ما ، في ذلك الزمن تحديدا 


يخرج أهل المدينة من المدينة 0


أما الاصطلاح الثاني:


( يخرج أهل المدينة من المدينة و هي خير ما كانت ) فيعني ذلك أن 


أهلها سيخرجون منها في زمن سيكون الإيمان في المدينة قد بلغ أوجه 


و هذا لم يكن إلا في الزمن الذي كان يعمر المدينة محمد صلى الله 


عليه و سلم و أصحابه، ثم في الزمن الذي سيشهده أولئك المطهرون


الذين سيشهدون الملحمة الكبرى ثم نزول نبي الله عيسى عليه السلام 


و هذا يعيدنا للحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه حول ترك المدينة 


و هي على خير ما كانت ،و ذلك في الفترة التي سيأتيها راعيي مزينة 


و ذلك كما قلنا زمن الحشر0 





إذاً من يخرج أهل المدينة من المدينة و متى ؟؟؟


أما من يخرج أهل المدينة من المدينة فهم الظالمون أي أن المدينة 


ستتعرض لظلم و حرب يدفعان أهل المدينة لتركها و قد جاء في ذات 


المصدر السابق أخبار المدينة لعمر بن شبة ، أن أبو هريرة قد سئل 


عمن يخرج أهل المدينة من المدينة فقال :


قيل يا أبا هريرة من يخرجهم؟ قال :أمراء السوء ))


نعم أمراء السوء ، أما من يسأل عن الزمن الذي سيكون فيه هذا الخروج


فأقول له لقد أظلنا زمن ذلك ، فقد توفرت أو كادت أن تتوفر جميع أركان


هذا الحدث ، فبيت المقدس يعمر اليوم بيد اليهود حتى يبلغون علوهم 


الذي ذكر في سورة الإسراء ، و أمراء السوء موجودون و لن يتورعوا 


عن أي عمل ، و المدينة اليوم في أوج عمرانها حتى بلغ الحرم المدني


مبلغا رفيعا من العمران -اللهم ألطف 


***


إذا00 و بعد قراءة ما سبق يلزم التفكير بشكل جاد فيما سبق 


فلو قال قائلهم أننا على أبواب الملاحم و ظهور الخليفة عائذ الحرم 


نقول له أن المدينة و وفقا للنصوص السابقة يفترض أن تكون مهجورة 


في مدة زمنية لا يمكن أن تتوافق و النصوص التي تتحدث عن هروب


الخليفة عائذ الحرم من المدينة إلى مكة لمرات متعددة 0